همسات إلى مربي الأجيال

همسات إلى مربي الأجيال

أخي المعلم المربي، أختي المعلمة المربية، إلى جميع أفراد الأسرة التربوية:

  هذه كلمات أرسلها لكم من القلب إلى القلب، لتردّد دقّاته أسمى عبارات التقدير والاحترام لما تبذلونه بتفان، وما تزرعونه بحبّ، في حقل التربية والتعليم.

  فبعد أكثر من سبعة أشهر من الانقطاع عن الدراسة والعطلة الاجبارية التي فرضها علينا فيروس كورونا المستجد، تتأهب الأسرة التربوية لدخول مدرسي (2020/2021) آمن، بتطبيق البروتوكول الوقائي الصحي، والتعامل السلس مع أبنائنا التلاميذ.

  فعند توقف سيارة لفترة زمنية طويلة، أو تغيير أجزاء من محركها، ينصح المختصون سائقها قبل تشغيلها بتفقد مستوى الماء والزيت فيها، وحالة العجلات والفرامل والمصابيح، وعند الانطلاق بها التأنّي في السياقة؛ وعدم إجهاد المحرك حتى تقطع السيارة كيلومترات محدّدة تتكيّف فيها مع الوضعية الجديدة.

  وهكذا يجب أن تكون العملية التربوية حتى في الحالات العادية أي بعد العودة من العطلة الصيفية، وذلك بالتدرج في العملية التعليمية التعلمية، بالأخذ بيد التلميذ من مرحلة الانفصال التعليمي إلى مرحلة الاندماج التعليمي، وذلك بربط حلقة الكسر والنسيان بحلقة المراجعة والاستذكار قبل الغوص في بحر المعرفة بتقديم الموارد الجديدة وبناء التعلّمات لبنة لبنة، حتى نثير الوثبة النفسية، ونحفّز الدافعية للتعلم لدى التلميذ، ونلج البرنامج الدراسي لتحقيق أهدافه المسطرة بأقل الفجوات المعرفية.

  فلا يجب استباق الأمور، واستعجال النتائج، لأنّ التعليم عملية بناء مستمرة، تحتاج إلى صبر وأناة، والتلميذ كتلة من المشاعر والانفعالات المتغيرة باستمرار يجب مراعاتها وحسن التعامل معها، لأنّ "التعامل مع العقول أصعب من التعامل مع الحقول". (الأستاذ عبد المطلب)

  أيّها المعلم المرّبي، الرّفق ثم الرّفق بأبنائنا التلاميذ، فهم فلذة أكبادنا، وعماد مستقبلنا، فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلّم عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:" إنّ الرّفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه." رواه مسلم

  ومن أعذب ما كتبه العلامة الجزائري الشيخ "البشير الابراهيمي" في وصيته للمعلمين قوله:

"إنكم تجلسون من كراسي التعليم على عروش ممالك، رعاياها أطفال الأمة، فسوسوهم بالرفق والاحسان، وتدرجوا بهم من مرحلة كاملة في التربية إلى مرحلة أكمل منها، إنهم أمانة الله عندكم، وودائع الأمة بين أيديكم، سلّمتهم إليكم أطفالا لتردوها إليها رجالا، وقدّمتهم إليكم هياكل لتنفخوا فيها الروح، وألفاظا لتعمروها بالمعاني، وأوعية لتملؤوها بالفضيلة والمعرفة."

السيّد: مسؤول الطور المتوسّط

الأستاذ: طاهر عبد المطلّب